القاهرة تختتم أعمال المؤتمر العربي الأول لمراصد العلوم والتكنولوجيا والابتكار بمشاركة نخبة من الخبراء وصنّاع القرار من مختلف الدول العربية في إطار الدبلوماسية العلمية، المؤتمر يشهد توقيع اتفاق تعاون علمي بين مصر والأردن بدعم من اتحاد مجالس البحث العلمي العربية
برعاية كريمة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية مصر العربية، نظّمت الرابطة العربية لمراصد العلوم والتكنولوجيا والابتكار التابعة لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، المؤتمر العربي الأول لمراصد العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
يأتي هذا الحدث العلمي البارز استجابةً للحاجة الملحّة إلى توحيد الجهود العربية في رصد وتحليل بيانات العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STI)، وبهدف تأسيس منصة إقليمية متكاملة تزوّد صُنّاع القرار بالمعلومات الدقيقة التي تدعم مسارات التنمية المستدامة في الوطن العربي.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد معالي الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية الأستاذ الدكتور عبد المجيد بنعمارة أن المراصد الوطنية تمثل خط الدفاع الأول عن مستقبل المعرفة العربية، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يمثل خطوة أولى نحو بناء شبكة إقليمية قوية تخدم الأجندة التنموية العربية المشتركة، من الأمن الغذائي إلى التحول الرقمي.
من جانبها، ثمنت معالي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا الأستاذة الدكتورة جينا الفقي مبادرة الرابطة والاتحاد لتنظيم هذا الحدث الهام، مؤكدة على أهمية تطوير البنية التحتية المعرفية ودعم اتخاذ القرار، وتعزيز التعاون الإقليمي في بناء قواعد بيانات عربية مترابطة، وتأسيس شبكة قوية من المراصد تسهم في تمكين الأمة العربية من إدارة الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة.
من جهته أشار أمين الرابطة العربية لمراصد العلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور محمد رمضان، إلى أن المؤتمر يرسّخ أرضية عربية موحدة للرصد العلمي، موضحًا أن الرابطة تهدف إلى تفعيل أدوات الرصد كدعامة أساسية للسياسات المبنية على الأدلة، ومؤكدًا أن التعاون المشترك هو المفتاح لربط مخرجات البحث العلمي باحتياجات التنمية المستدامة.
وركّزت فعاليات المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية: آليات استخدام البيانات في التخطيط الاستراتيجي وصياغة السياسات، وتوجيه السياسات العلمية لتحقيق التنمية المستدامة، ودعم البيانات لصنّاع القرار في مجالات العلوم والتكنولوجيا. كما تضمن المؤتمر حلقة نقاشية بعنوان “دور مراصد العلوم والتكنولوجيا والابتكار في دعم متخذي القرار”، بمشاركة نخبة من القيادات والخبراء العرب.
واستمع المشاركون إلى عدد من التجارب والسياسات الوطنية في مجال رصد وتقييم العلوم والتكنولوجيا والابتكار، قدّمها ممثلي الدول العربية المشاركة. وعُقد ضمن جدول الأعمال اجتماع هيئة الرابطة العربية لمراصد العلوم والابتكار بمشاركة 13 دولة عربية تمثل مراكز بحثية رائدة في مجال عمل الرابطة، وبحضور معالي الأمين العام للاتحاد أ.د. عبد المجيد بنعمارة، والأمين العام المساعد أ.د. بهاء عدنان يحيى، ومنسق الروابط العلمية بالاتحاد د. فتحي المنصوري.
وفي إطار الدبلوماسية العلمية، شهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر توقيع اتفاقية تعاون استراتيجية بين أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية والمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بالمملكة الأردنية الهاشمية، كثمرةٍ لجهود اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في تعزيز التكامل العربي في مجالات العلوم والابتكار، وتفعيل الدبلوماسية العلمية كأداة لتقريب المؤسسات البحثية العربية وتوحيد رؤاها نحو منظومة إقليمية مستدامة.
وتهدف الاتفاقية إلى تبادل الخبرات، وتطوير المنصات التقنية المشتركة، وتعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار، بما يرسّخ مكانة البحث العلمي كقاطرة للتنمية العربية.
وقّع الاتفاقية كل من معالي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية الأستاذة الدكتورة جينا الفقي، ومعالي الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بالمملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي.
والاتفاقية، تُرسّخ مؤسسات البحث العلمي في مصر والأردن نموذجًا عمليًا للتكامل العربي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، انسجامًا مع رؤية اتحاد مجالس البحث العلمي العربية نحو بناء منظومة بحثية عربية متكاملة ومستدامة.
